فى معرض حديثها عن زوجها الراحل عبدالرحمن العتيقىوزير الماليــة والبترول الكـويتى الأسبـق، لايخلـو حديث الدكتـورة لوتس عبدالكريم ، فى مقالها المنشـور بجريـدة " المصـرى اليــوم " العدد الصــادر بتـاريخ 17 يونيــو، عن التلميـح إلى أفضال الكويت والخليج على مصر!
فهى تقــول: "وقد أنشــأ من أجلها (تقصد مصر) صندوق الخليج لمساعدة مصر بمعونـة دول الخليج العربى"!
وكأنها تواصـل مابدأته ريم الشمرى من قبــل، من هجـوم على مصـر والمصريين ولكن مع الاختــلاف فى الأسلــوب، ربمــا لأن الدكتـورة لـوتس عبدالكريـم مثقفـة وواعيــة وكاتبـة، وبحكم اقترابها من صنّاع القرار فى الكويت سواء بزواجها من العتيقى، أو بحكم أنهـا مصريــة كانت تقوم بهمزة الوصل فى تنسيق اللقاءات بين العتيقى والســادات، التى كانت تتفـق بشأنهـــا مع عثمـــان أحمـــد عثمــان، تملك الدبلوماسية ودس السم فى العسل!
ثم تقــول "وقد أثبت التــاريخ أن العتيقى كان على حـق فى محاوراته ومشاوراته ومجادلاتــه مع الرئيس الســادات، فى كيفيــة إنفــاق الأموال التى تُوجَّه إلى شعب مصر"!!
طبعـا لم تذكر فيما كان يريد العتيقى رحمة الله عليه، أن ينفق الرئيس الراحل أنور السـادات الأمــوال، وفيمــا كان الســادات يريد أن ينفقهـا، إلى أن حـدث الخـلاف والقطيعـة، فهــل كان العتيقى يريـد من الســـادات أن يشترى دقيقــا للشعب، بينما السادات كان يريد أن يشترى تبغا للبايب الخاص به؟!
وبعــد إلغــاء لقــاء كان مقــررا أن يتـم بين الســادات والعتيقى، بحجـة موعد مع السادات وملك أسبانيا، كما جــاء على لسان عثمان أحمـد عثمان، تلمح الدكتورة لـوتس عبدالكريم إلى رغبــة الســادات بالانفراد دون العرب، بإتمام إتفاقيـة كامب ديفيد فى سنة 77 مع الكيان الصهيونى، وتعتبر أن حملة هجــوم الأقـلام المصرية الداعمة للسـادت وقتها فى إتمام اتفاقية السلام، حملة ضد الخليج، اختـارت منها الهجــوم الذى شنـه موسى صبرى على صفحات جريدة الأخبــار، التى كان يرأس تحريرهــا واختــارت قولــه "فليذهب العتيقى وأموالـه إلى الجحيم"، بما يوضح أن العتيقى كان يصرف على مصر!!
والسـؤال الذى تبـادر إلى ذهنى: لمــاذا يظن الخليج أن أموالهم مانحتهم الحق فى التعريض بسمعة مصر؟
فلا أعتقد أن مصـر وضعت يدهــا فى جيب الخليـج وطالبته بأسلـوب قطّـاع الطرق "طلّع إللى جيبك"، فحتما كانت هناك اتفاقيات ومصالح متبادلة!!
نحن لاننكر أن الطفـرة التى حدثت فى الخليـج بعد البتـرول جعلت الخليـج "يقب" على وجـه الأرض، لكن ليقل لنا الخليج: ماحجم الأموال التى منحها لمصر مقابل حجم الأموال التى منحها للغرب؟
إن أسلوب المعايـرة الذى بدأ ينتهجه البعض، سواء بالمباشرة كما جاء فى هجوم ريـم الشمـرى، أو بالتلميح كما جـاء فى مقال الدكتورة لوتس عبدالكريم، يجب أن يتـوقف، لأن مصر قــادرة على الرد، وأبسـط رد على كل من يحـاول أن ينــال من سمعة مصر، وببساطة شديدة هو "ماشربتش من نيلها"؟!
--------------------------
بقلم: بهاء الدين حسن
محطـــات| التعريض بسُمعة مصر
